الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الذكرى 15 لوفاة عميد الأثريين، سليمان مصطفى زبيس: كي لا تنسى تونس أعلامها

نشر في  14 ماي 2018  (17:10)

في يوم 14 ماي 2003 توفي المؤرخ التونسي وعميد الاثريين سليمان مصطفى زبيس (ماي 1913 – ماي 2003) بعد أربعة أيام فقط من تكريم مهيب نظمته له جمعية صيانة مدينة المنستير في إطار الإحتفال بشهر التراث (10 ماي 2003).

كان ذلك التكريم شهادة عرفان بالجميل لباحث أعطى الكثير للتعريف بتاريخ مدينة المنستير من خلال ترميم معالمها وأهمها الرباط، وكذلك من خلال مقالاته وكتبه مثل "نقائش المنستير" (1960) و"المنستير: ماضيها ومعالمها الأثرية (1968). سنوات بعد ذلك التكريم، تعود المنستير لتحيي ذاكراته عبر تسمية شارع باسمه في منطقة مسجد السراء قرب مقبرة المدينة.
مبادرة مدينة المنستير بتخصيص شارع باسم هذا العلامة وإن كانت مهمة، فإنها لا توفيه حقه لأن سليمان مصطفى زبيس لم يشتغل فقط على حفظ تراث المنستير وإنما على ترميم وحفظ معالم كامل الجمهورية التونسية. فالرجل بدأ العمل في مجال التراث منذ الإستعمار في سنة 1943 عندما التحق بالمكتبة الوطنية بنهج العطارين، القسم العربي. في ذلك الوقت، كان المستعمر مهتما بالتاريخ الروماني والبيزنطي، مهملا التاريخ العربي الإسلامي. ولكن زبيس راهن منذ دخوله للمكتبة على احياء هذا الجانب، فقام بالبحث وبالحفريات وتكوين أرشيف مهم من الصور، كان منطلقا لنشريات ومقالات علمية وكتب أنارت هذا التراث المهمل.
واصل الباحث بعد ذلك عمله مع حلول الإستقلال، حيث جاب البلاد طولا وعرضا يرمم معالمها من رباطات وقصور وجوامع وزوايا، ويوثق تاريخها ويبعث فيها المتاحف. كما نجح المؤرخ في خلق النواة الأولى من الباحثين في التراث وتكوينهم ليواصلوا ما بدأه ويطوروه حتى يشمل مجالات أخرى.
عند وفاته، ترك سليمان مصطفى زبيس ما يزيد من 44 كتابا و100 مقال علمي، بالاضافة عن الكشف عن أكثر من 2000 نقيشة تاريخية.
اليوم نحتفل بمرور 15 سنة على وفاته، ونرغب أن تتذكره الأجيال القادمة، كما يجب أن تتذكر كل الأعلام الذين ساهموا في بناء هذا البلاد والحفاظ على تاريخه وحضارته.
حاليا هناك موقع الكتروني، يُعرّف به وبأعماله، قامت بإنجازه حفيدة المؤرخ، حنان زبيس (www.smzbiss.org).

ونرجو أن تهتم وزارة الثقافة بالتعريف بهذا العلامة وبكل ما ما قام به لحفظ الذاكرة الوطنية.